الخميس، 18 ديسمبر 2008

مر الفراق

في مثل هذا اليوم ومن الفجر تجد الفرحة عمت ارجاء المكان...جموع الناس حول بيتك فرحة تتبادل التهاني .. الطفل خلف امه الاخت مع اختها والأب يجمع ابناءه لصلاة العيد كما المعهود ...
انه لمنظر مسر يدخل البهجه الى قلبي كل صباح عيد ولكن ما بال هذا القلب اليوم ...تحركه مشاعر الحزن..ما بال قلبي اليوم يرا بكل مشهد افرحه بالأمس ذكرى مؤلمه تضل تثيره لحد الجنون..ابتي تركتنا والقلب يعتصر حزنا لرحيلك..من سيملأ البيت نشاطا؟ من سيجمع اخوتي لصلاة العيد؟ من سيتلقانا عند الباب ليبهجنا بعيديته قائلا لا اعتراض! ابتي حتى اصغر ابناءك لم يستطع لبس مصره ..ها هو قاعد ينتظرك! من سيلبسه؟هذه عادتك كل عيد فلما قطعتها وتركتنا..انت تعلم انا نحبك نعشقك لا بل نتنفسك..بدونك نختنق.. ابتي ما زالت ابتسامتك عالقه في ذهني..ترسم صورا جميله.. ابتي اتدري ما هي هواياتي المفضله بعد رحيلك؟ ان اذكر كل ضحكة ضحكتها وكل ابتسامه ابتسمتها وكل مكان جلست فيه وكل حرف نطقته..ابتي كفتت اغراضك لملمت اوراقك اقلامك حتى لا تضل اي ذكرى لك فما بال هذي الذكرى عالقه لا تتلاشى!..ابتي اتذكرني قبل عام؟ تفوقت ودخلت الجامعه..اتذكر وعدك لي؟.... اذا لم خلفته؟ اتذكر ذاك اليوم عندما بدأنا نحصي السنوات التي مضت والتي بقيت لحين تخرجي؟... اذا لم تركتني في بداية طريقي ؟...ابي اتذكر رخصة القياده؟ كانت الفرحه تعتمر قلبي..كانت اول مره اقود وانت بجانبي تمدني بالثقه وتتطلق النصائح التي لم انصت لها جيدا ذاك اليوم..فهل بإمكانك اعاده ما قلت؟ ...ابتي ارجوك..ابتي....لم انت صامت هكذا؟ حرك جمودك..انه يقتلني..انتشل هذا السكون.. اتعبت من سماعي ؟ امللت من كلماتي؟ اسئمت من تنشجي وبكائي؟ أتذكرني في الصف السادس؟ عندما اخذتني للسوق واشترينا عجله..ما زلت اذكر لونها حجمها.. ما زلت اذكر فرحتي بها ..كانت فرحه لا توصف..نسيت انا اشكرك..شكرا ابي.. ابتي كيف انساك؟ كيف افرح وكل فرحة عشتها كنت انت فيها؟ ابتي اتيت اهنئك بالعيد ...كل عام وانت بعيد عنا بجسدك..ولكن روحك ما زالت معنا تحرسنا تواسينا تجمعنا..كل عام وانت مفارق..كل عام ونحن يتامى بدونك وامي أرملة!!

انتظار

مع هدوء الفجر.. انصت لحفيف الأشجار وكأنها تعزف موسيقى حالمه تأخذني الى اللامحدود..البحر يساندها بصوت امواجه التي لا تتوقف..والعصافير تنشد مبتهجه على انغام هذه المعزوفه الجميله..معزوفه تغري النسيم بجمالها ليتراقص حاملا معه بعض الذكريات..وانا في وسط سينفونية الطبيعه هذه اتمدد بعقلي المسترخي وقلبي العاشق..اتمدد متأمله في السماء الصافية التي تزينها الشمس المحمره "خجلا" من زرقتها البديعه.....وبلا شعور .. تنساب الأفكار.. فيزداد قلبي عشقا .. ويزداد تلهفي للتحليق عاليا .. فتتسارع في قلبي نبضاته و يزداد في عيني انكسارها..و تشرق شمس الطبيعه بعد ان كانت خجله..لأستمد نورا من نورها وعطاءا من عطائها..فتنسج الارض خيوطا ذهبية تتوهج لتكسو الأرض بأبهى حلة.. يمضي يومي وانا اتأمل في لوحة الخالق..لوحة بديعه ترسم في مخيلتي الف حكاية..أغوص معها الى العمق لأرى صفاء الأشياء وروعه جوهرها..حتى تودعني الشمس حزينة ..تاركة قلبي المتيم بحبها ..تودعتني فيظلم عالمي.. ويعم الهدوء ارجاء منزلي..ولكن فكري يأبى التوقف وروحي تعشق التحليق ..فتبدأ رحلة التأمل في دقائق نفسي التي ألفت الظلام.. في قلبي المجروح الذي فقد سبيل الإلتآم.. في عقلي الذي بات ينسج الأحلام..أحلام تصفو معها خوالج نفسي...فعالمي هادئ .. سريري حريري.. لباسي مخملي.. عقدي لؤلؤي..الشمس تعود فتخترق عالمي لتنيره بعد ان كان حالك السواد .. كعباءتي ..كشعري المنساب.. كعيني الحائره بحيرة فكري.. ولكن مهلا..انها أضغاث احلام..الشمس ودعتني..فلا مفر..سيضل فكري حائرا..سيضل عالمي مظلما .. وستضل عيني مغرورقه بالدموع.. روحي غادرتني ولن تعود الا بعوده شمسي..فمتى تعود؟

شر البلية ما يضحك!!

يقف امام السبورة ... يمسك قلمه بقوة... يكتب كلمات وأرقام تذكرني برسم الطلاسم ... يمرر عينيه الساخرة على طلابه الذين يعيشون عالم آخر ...عالم لا يختلف كثيرا عن واقعهم... الفرق الوحيد هو انه ليس فيه ... أعينهم تتعمد تجاهله وشفاههم وجدت لذة الحديث في امورهم الحياتية ... آذانهم سئمت الانصات الى كلامه الملعثم بنطق هندي فاختلاط الحضارات مصيبة كنا نحن ضحاياها...

وأنا في وسط الحشد أتامل القاعدين في الصف الأمامي .. أتأملهم وهم يخوضون معركة الأرقام هذه ليغنموا ولو بالشيء البسيط ... قد قنعوا بالقليل وهم الذين اعتادوا النصر الساحق في معاركهم الاأخرى... ولكن العتبة على القائد!!!
أتأملهم وهم يحشدون الهمة ليخرجوا ولو بسمكة وسط بحر من الأفكار ... ولكن... ما أن تنقضي الساعة الأولى حتى ترتسم على وجوههم الخيبة فالهزيمة مؤكدة ولا أمل في اصطياد السمكة .. فتملأ الحيرة نظراتهم وتعبس جباههم ... كأنهم اطفال أجبروا على حظور محاضرة علمية بلا حلوى ولا مقبلات ...

فنفقد الأمل وننكس الرؤوس لنشعر هذا الرجل الواقف أمامنا كمنشد رديء الصوت ان صوته مزعج وكلماته اكثر ازعاجا ولكن لا مجيب!! .. يواصل انشاده بالرغم من اعتراض الجمهور... ربما لأنه اعتاد الانتقاد فقرر ان يواصل حياته!!!

النقطة الحمراء على جبينه وحركاته ... شعره والتفاتاته...كلها تشعرني بأني في فلم هندي ممل تنقصه الموسيقى ...
يا الله ما بال عقارب الساعة هكذا ساكنة وكأنها قد سمرت؟؟... متى سأفارق هذا الكرسي!! ... متى سيطلق سجاني سراحي ؟...
ما يعزيني هو أن الفصل قارب على الانتهاء ولكن هل ستتكرر هذه المأساه في فصلي القادم؟

...To my calculusII doctor

تأملات

كنت في يوم أعيش عالم آخر...عالم اتذكره كلما رأيت طيور النورس تحلق اعلى بيتي ... عالم وردي برائحة الجنة...عالم يعجز قلمي عن وصفه وتنسحب كلماتي عند شروع الكتابة عنه ... عالم تغلفه الضحكات وحتى البكاء فيه امر ممتع ... عالم شخوصه تمسك طبشورة بأنامل رقيقة لتلون كل ما هو أسود ... عالم تحياه قلوب بريئة تقبل على الحياة بذهن صاف و فكر منشرح..لا تهتم بساعات العمر وثوانيه ... لا تهتم بما تملكه وما ترتديه ... كل الناس سواسية وكل الأشياء حولها جميلة ....

ولكن سنة الحياة أبت الا وأن اودع عالم الصفاء هذا الى عالم تكثر فيه التعقيدات و تتصارع فيه الرغبات ... عالم تتضارب فيه القلوب
وتعبس فيه الجباه ... عالم غامض لا تستطيع وصول اغواره ... الحب فيه تغلفه المكائد ... السعاده فيه كنز والابتسامة تسبقها الصعاب!!
تودع فيه الأحباب وبعد صراع توهم نفسك بأنك قد نسيتهم الا أن قلبك يضل يبحث عنهم في أعماقه... تمتحن فيه بفقر او عجز لتكتشف مع الأيام أن عليك أن تعيش حياتك بطلا من الأبطال او فارسا ملثما ينتشل كل صعب ... خيله ايمانه ... سيفه فكره... غذاؤه احباءه حوله!!

تجاربي في الحياة قليله... الا أن فكري دائم الغوص في بحر الحياة وذاكرتي تحشد قصصا كثيرةعاشها الناس حولي...قصصا علمتني معنى ان يحيا الانسان عزيز النفس كريم الاخلاق..معنى ان أتأقلم مع قدري وان تضل شفاهي دائمة الابتسام ... ان اظلم ما حولي كانت سعادتي قنديلي وان خانني صحبي كان التسامح دوائي ...

سلاحي كراسي..اخط عليه مستقبلي وأحلامي ... قلمي يعكس خوالج نفسي وخواطري دائمة الانهمار...
فأنا طالبة في مدرسة الحياة لم تجتز المرحلة الأولى بعد !!!