الخميس، 28 يناير 2010

عبرات قلب محترق

اعتدت التعبير عن كل ما يثيرني ولكنني اعتدت تسطير أحزاني اكثر .. ربما لأن الأحزان تتأصل اعماق القلب لتنزف خواطرنا بلا توقف كالدم ينزف من جرح عميق .. خواطرنا لا تستاذننا ابدا .. ولا تتطلب منا صياغة حبكة او قافية .. هي تنطلق هكذا من القلب للورق حتى اكاد اشعر بورقي يدوي بصرخات تشبه تلك التي اسمعها في داخلي بإستمرار ..لكنني لن أذكر اوراقي المثقلة بالهموم هذه المرة فقد قررت ان أريحها من العناء .. سأقاطع القلم .. سأقاطع الحبر والورق .. ساقاطع قلبي المحترق .. سأقاطع سهري والأرق ..ساقاطع الناس وحتى الكتب .. لم يعد هنالك شيء يهمني .. قد وصلت لمرحلة من اليأس او ربما سأدعوها إستسلام ...
لا أدري ما الأسباب .. فكلما حاولت معرفة سبب هذا الضيق انسالت دموعي دون توقف حتى تكاد تحرق خدي من حرارتها .. كلما غصت مع نفسي لأواسيها دخلت متاهة معتمة افقد معها كل بصيص أمل .. اشعر اني تائهة في أرض ليس فيها غيري أنا مع احلامي الضائعة وحروفي الخائفة ...
ما يعذبني اكثر هو أني مع كل دمعة اتذكر أبي .. مع كل خيبة أمل أتذكره .. حتى إذا فشلت في حل مسالة كان هو الاسبق إالى مخيلتي .. ربما اعتاد قلبي العيش مع هذا الجرح العميق حتى اصبحت كل الاحزان تقودني اليه ..
اشتقت تقاسيم وجهه.. أحس ان كلمة شوق ما عادت توفي أحاسيسي.. هو إحساس أعمق من الشوق .. هو شعور اغنى من الحنين .. اريد أن أشبع عيني برؤيته ولو لثانية .. أريد أن أراه يبتسم لي .. اريد أن احس بيده تداعب شعري .. أريد أن أرتمي بأحضانه كطفلة .. أريد أن اخبره كم اشتاقه .. أريد أن يقاسمني أبي الانفاس .. أمتنع عن نفسي القادم ليتنفس هو وأرى نظرة الحب في عينيه ..أريد أن يقاسمني مأكلي ومشربي.. لا أريد أن نفترق أبدا ..سأضمه تارة وسيضمني هو تارة أخرى .. سأدلله تارة وسيدللني هو تارة اخرى .. لن اخذله ولن اعصيه .. أريد فقط أن أمضي معه شيء من الوقت لأجدد الذكرى وأطفيء نار قلبي المشتعلة
غصات الحنين تقتلني .. أشتاق حتى أطراف أصابعه .. ساعته الفضية .. عطره .. ابتسامته..كيف يلمح الأشياء .. كيف يفرش سجادته ..كيف يحرك فنجان قهوته .. كيف يقطع الفاكهة .. أشتاق كل التفاصيل الصغيرة.. اشتاق طريق الجامعة في سيارته .. أشتاق نصائحه و كلماته .. كيف سأشفى من أحزاني وجرحي العميق باقي .. كيف سأجد بصيص الأمل وكل خيبات الأمل تقودني إاليه ..كيف سأكمل حياتي بدونه.. كيف تركني أواجه رطمات الموج بمفردي .. لن أعاتب لأني أخشى الله وأعلم أن مشيئته شملت كل شيء ولكني جئت أشكي جرحي كما اعتدت دوما .. جئت أحكي كم اشتاقه .. فهل اشتاق أبتي لي !!

هناك 8 تعليقات:

  1. كلا منا سيفقد يوما من يحبهم .. وسيفقدنا من يحنا يوما ما .. سنظل نصادف من يدخل قلوبنا ونحبهم .. على اختلاف منازل الحب ودرجاته .. ولله دره من كان من نصيبه حب أعمى!!!

    ردحذف
  2. نفقد من نحبهم ولا يبقى سوى كلمات ترثي وعيون تبكي و قلوب تحترق ..

    اشكرك :)

    ردحذف
  3. يقال:
    في حين يولد البعض ليكونواأطفالا يولدأخرون ليكون عمالقة!!!

    ردحذف
  4. لم يعرف لها قائل الى اليوم ..
    وكأنها مقولة يتيمة لم يعرف لها أب وبكن ...
    هل يولد البعض فعلا ليكونوا عمالقة ؟؟!!
    الجواب نعم
    فكلام كل الذي تكتبه لم يكتبه الا من ولد ليكون عملاقا
    وأي عملاق يخط بقلمه كلام كهذا ....

    ردحذف
  5. كم نشتاق لمن نحبهم ... وكم هي مرارة فقدهم ...

    نغمض اعيينا على ابتسامتهم ... ولكن ما ان نفتحها مرة اخرى ... الا ونرى الدموع والاحزان

    ردحذف
  6. فعلا هم ولدوا ليكونوا عمالقة... ولا يسعني هنا إلا أن أقول..

    هل تشعر بها أيها الأب ؟؟!
    هل تحس بما يجول في داخلها ؟؟
    هل تشعر بالقلب الذي يهيم بك والإحساس الذي أنت فؤاده ؟؟
    ذاك الإحساس الذي يصمد ويقاوم رغم كل البعد والبرود ... تحتاجك أكثر مما تتخيل ...
    هي دونك فراشة بيضاء فقدت الحضن الذي يحتويها..

    يطول يومها .. ويصبح الزمن خصمها... وتنتقل من فكرة لأخرى ومن ترقب لآخر ... فكن لها كالنبض للوريد, كالفرح للإبتسامة وكالهدب للعين...

    فإن لم يكن على أرض الواقع
    فبخيالاتها

    ردحذف