الخميس، 12 فبراير 2009

تأملات 2

غريبة هي الحياة فما نحن سوى دمى من طين تجري نحو قدر محتوم..نخاف النهاية ونتجاهل سخرية القدر و في خوالج أنفسنا ذاك الشعور الرهيب بالوحدة .. ننسج خواطرنا وتنهمر دموعنا وسط كومة من القهقهات.. نحب الحياة ونتمسك بها لآخر رمق ولو قابلنا شخصا بقساوتها لقتلناه ! .. نعطي ونجتهد حتى نحصد السعادة لننصدم في النهاية انا اسرفنا العمر نخطط للمستحيل !
قد قص لي أبي و أنا طفلة حكاية الغراب الحكيم و أردف قائلا" الحياة ملكك بحلوها ومرها .. لتسعدي ساعدي غيرك ليشقوا طريقهم نحو الابتسامة ".. وانا بعقل الطفلة نسجت الصورة وحفظت الدرس ..
بالأمس فقط أدركت أن الحياة لم تعد كحالها وأنا طفلة .. أيقضني منظر رجل غريب في حجرة من حجر منزلي أتى باحثا عن مأوى .. ارتضى الذل وهو الذي عشق الشموخ والرفعة .. لكن الحياة جبارة.. وقسوة السنون التي عاشها أبت الا وأن تخط أثرها على وجهه الأسمر الملفوف خشية البرد ..
نظراتي انصبت على عينيه الصغيرتين المرهقتين وهو يردد " قد اجتهدت وحاربت وحلمت وها أنا شيخ هرم أعاني قدري و مأساتي وأفتش في ذكرياتي لأختلق الفرحة .. وبداخلي شيء يحدثني بأن ابنائي الذين دفعت عمري لقاء فرحتهم لن يجتمعوا حولي الا بعد أن اواجه نهايتي المحتومة ... )
قد قال كلماته بصوت مبحوح منخفظ الا انها اثارتني ولم تفارق مخيلتي !
كلماته تضاربت مع كلمات أبي التي رافقتني طول حياتي .. أبي ليتك بجانبي حتى تزيل حيرتي وتشبع فضولي ... أبي قد كبرت طفلتك ولم تعد الحياة وردية .. اسمح لي بأن أرمي كل كتب حكايات الأطفال لأبدأ من اليوم كتابة اول صفحة من مذكرات كتابي وأول عباراته اخطها لتقول .." كن أسدا حتى لا تنهشك الذئاب .. اعط بعد ان تأخذ والا فتهايتك القاع .. قد أتيت للدنيا باكيا وستودعها متألما فعش لنفسك لا لغيرك والا فما حياتك سوى تعاسة و ألم " !!

هناك 4 تعليقات:

  1. عاش الي كبر والله P:
    فعلا الحياة لم تعد كما كنا نراها صغارا
    لكن الحياة لم تتغير ما تغير هو نضجنا و إدراكنا للأمور، فالشر و الخداع كان موجودا مذ كنا صغارا تماما كوجود الخير و العدل و كل القيم الجميلة التي ما زالت موجودة أيضا
    هذي ضريبة الكبر P: نحن الي كل يوم نحن و نتوق إلى المرحلة القادمة
    أتوقع أن هذه صدمات بداية المرحلة الجديدة و مع الأيام نتعود و نعرف سر اللعبة
    أما بالنسبة لنظرية كن أسدا أو البقاء للأقوى فأنا أميل أكثر لــ كن مرنا أو البقاء للأكثر مرونة كما في حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام فيما معناه أن نكون كشجرة الصفصاف فإن الرسح الخفيفة لا تؤذيها و لاتقتلعها الريح القوية كالأشجار ذات القامة القوية الراسخة في الأرض

    تأملات معبرة ... نأمل أن نرى المزيد :)

    ردحذف
  2. احــــلى تأمــــلااااااااات والله...

    صـــدق ان كـــبرناااا.....ولم نعد اطــفااال...
    ولكننااا ســوف نــظل اطفـــال دوومااا ف قــلبناا البرئ وتصــرفااتنا العـــفويه....

    والحـــياة حـــلوة....^&^..
    ""يا عيني علي انا المتفلسفه"" ههههه

    والله صـــدق انج ابـــداااااع...keep it up>>>الله لا يحرمنا من ابدعااتج...^&^....

    ردحذف
  3. ^ احلى هناك .. شيخة البنات تتفلسف !! ما نروووم D=

    the horizon: الخاطرة رائعة :) .. بالفعل تعكس الصورة الحقيقية للحياه .. فهي ليست كما كنا نظن انها هي ونحن صغار ..

    لكني ارى في الخاطرة التشاؤم الكثير.. النفور من الحياه ..

    لا تنسي انه مهما اسودت الدنيا .. ومهما فعل "الذئاب" من حولنا.. يظل للحياة جانبها المشرق االجميل ..

    ردحذف
  4. يا سلام على هالخاطرة الجميلة .........شكرا اختي على هالخاطرة انها من اجمل الخواطر التي رائيتها واتمنى منك المزيد ولك مستقبل واعد

    ردحذف